مراقبة سناب شات للأطفال: هل يكفي تطبيق Bark؟

لا يزال تطبيق سناب شات يحتل مكانة بارزة بين الأطفال والمراهقين، بفضل فلاتره الممتعة، وأدوات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، وميزة الرسائل المحذوفة بعد الإرسال. ومع ذلك، فإن هذه المزايا نفسها تثير قلق الكثير من الآباء، إذ تجعل من الصعب مراقبة سناب شات للأطفال ومعرفة مع من يتحدثون أو نوع المحتوى الذي يشاهدونه، خاصة عندما تكون الرسائل والصور مؤقتة وتختفي سريعًا. ولهذا السبب، لجأ العديد من الأهالي إلى استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية مثل Bark لمتابعة نشاط أبنائهم عبر الإنترنت. لكن السؤال الأهم يبقى: هل يستطيع تطبيق Bark حقًا مراقبة سناب شات بفعالية؟

في هذا المقال، سنغوص سويًا في تفاصيل قدرات Bark لمراقبة سناب شات، لتكون لديك صورة واضحة وشاملة حول الأمر.

هل يمكن لتطبيق Bark مراقبة سناب شات للأطفال؟

الخبر السار هو: نعم، يمكن لتطبيق Bark مراقبة سناب شات إذا كنت مهتمًا باستخدام منصته. لكن الأمر لا يخلو من بعض القيود التي تتعلق بنطاق المراقبة وما يمكن للتطبيق الوصول إليه، إلى جانب الاختلافات بين أنظمة التشغيل التي يستخدمها الوالدان أو الأبناء.

إليك ما يجب معرفته حول قدرات Bark في مراقبة سناب شات على كل من أجهزة Android و iOS:

على نظام Android

يوفر تطبيق Bark على أجهزة أندرويد النسخة الأكثر شمولًا من ميزات مراقبة سناب شات، مما يمنح الآباء رؤية واضحة ومفيدة حول نشاط أطفالهم على التطبيق. أحد أبرز مزاياه أنه يستطيع تحليل النصوص في الرسائل المباشرة (بما في ذلك الرسائل المحذوفة)، بالإضافة إلى عمليات البحث داخل سناب شات، وحتى المحادثات مع الذكاء الاصطناعي المدمج في التطبيق.

لكن بدلًا من عرض بث مباشر لكل محادثة، يعمل Bark في الخلفية بشكل ذكي، حيث يقوم بفحص المحتوى تلقائيًا لاكتشاف أي سلوك مريب. وعند رصد أمر مقلق — مثل التنمر، أو الإشارات للمخدرات، أو الألفاظ الصريحة — يتلقى الوالدان إشعارًا يحتوي على مقتطف من الرسالة المرتبطة بالتحذير.

بهذه الطريقة، يتمكن الوالدان من متابعة من يتحدث إليه طفلهم ومضمون النقاشات، لكنهم لن يتمكنوا من الوصول الكامل إلى سجل المحادثات أو قائمة الأصدقاء، أي أنهم لا يستطيعون رؤية جميع الرسائل السابقة أو معرفة كل من في شبكة سناب شات الخاصة بالطفل.

كما يمكن تعديل مستويات الحساسية داخل التطبيق بناءً على عمر الطفل، بحيث تكون القيود أكثر صرامة للأطفال الصغار وأكثر مرونة للمراهقين الأكبر سنًا. إلى جانب المراقبة النصية، يوفر Bark أدوات تحكم أبوية إضافية مثل حظر تطبيق سناب شات بالكامل، وتحديد أوقات استخدام الشاشة، وتتبع الموقع الجغرافي.

أما الجانب السلبي، فهو أن مراقبة Bark تقتصر على النصوص فقط؛ فلا يمكنه عرض الصور أو الفيديوهات التي يرسلها الطفل، ولا القصص (Stories)، ولا يمنحك وصولًا مباشرًا إلى الرسائل في الوقت الفعلي — بل يكتفي بإرسال تنبيه فقط عند اكتشاف محتوى مقلق.

انقر هنا لكي تتعرف على دليل التصيد الاحتيالي على وسائل التواصل الاجتماعي لعام ٢٠٢٥: كيف يخدعك المحتالون وكيف تحافظ على سلامتك.

على نظام iOS

في أجهزة iOS، تكون قدرات Bark محدودة بشكل كبير مقارنة بنسخة أندرويد. فبسبب قيود شركة آبل، لا يستطيع التطبيق مراقبة رسائل سناب شات أو الدردشات المحذوفة أو القصص (Stories) بالطريقة نفسها التي يفعلها على أجهزة أندرويد. وقد أكّد موقع Bark الرسمي ذلك، مشيرًا إلى عدم دعم مراقبة سناب شات على أجهزة iOS.

وبالتالي، لن يتمكن الآباء من معرفة مع من يتحدث أبناؤهم أو ما يقولونه أو نوع الوسائط التي يشاركونها عبر التطبيق. وبدلًا من ذلك، يركّز Bark على أدوات التحكم العامة على مستوى الجهاز، مثل: حظر تطبيق سناب شات بالكامل، تحديد حدود زمنية لاستخدام الهاتف يوميًا، تتبع موقع الطفل.

كما يمكن للتطبيق مراقبة أنواع معينة من المحتوى على الآيفون مثل الصور المحفوظة، والبريد الإلكتروني، ورسائل iMessage، لكن هذه الميزات لا تمتد إلى داخل تطبيق سناب شات نفسه.

ومن الجدير بالذكر أن استخدام خصائص المراقبة على أجهزة iOS يتطلب بعض الخطوات الإضافية؛ إذ يجب ربط الجهاز بجهاز كمبيوتر أو استخدام جهاز Bark Home المخصص لذلك.

وفي النهاية، يمكن القول إن Bark على iOS يعمل كأداة تحكم أبوية عامة أكثر من كونه نظامًا متخصصًا في مراقبة سناب شات تحديدًا. لذا، فإن الآباء الذين يركّزون على متابعة نشاط أبنائهم على سناب شات قد يجدون أن هذه التغطية محدودة ولا تلبي احتياجاتهم بالكامل.

الخلاصة الأساسية

نعم، يمكن لتطبيق Bark مراقبة نشاط سناب شات، لكن هذه الميزة تقتصر في الغالب على أجهزة أندرويد، مما يجعلها غير فعّالة على أجهزة iPhone وiPad. كما أن عملية المراقبة ليست شاملة أو آنية بشكل كامل، إذ لا يوفّر التطبيق بثًا مباشرًا أو وصولًا لحظيًا لكل ما يحدث، بل يعتمد بشكل أساسي على نظام التنبيهات الذي يُخطر الوالدين فقط عند اكتشاف محتوى مقلق أو غير مناسب.

حدود تطبيق Bark في مراقبة سناب شات للأطفال

هناك بعض القيود التي تجعل Bark خيارًا أقل جاذبية لمن يبحث عن مراقبة فعالة لسناب شات، ومن أبرزها ما يلي:

الاعتماد على التنبيهات بدلًا من المراقبة الاستباقية

يعمل تطبيق Bark بشكل أساسي من خلال نظام التنبيهات؛ أي أنه لا يوفّر مراقبة مباشرة أو مستمرة، بل يُخطر الآباء فقط عند اكتشاف نصوص تحتوي على محتوى مقلق أو غير لائق.

هذا يعني أن أسلوب المراقبة في Bark هو ردّ فعل وليس استباقيًا، مما يجعل الطفل قد يكون شاهد أو تفاعل بالفعل مع المحتوى الخطير قبل صدور التنبيه. ورغم أن ذلك مفيد لمتابعة السلوكيات المقلقة، إلا أنه يبقى أسلوبًا “سلبيًا” أشبه بأداة تحذير لاحقة أكثر من كونه نظام مراقبة وقائي.

إضافة إلى ذلك، لا يقدّم Bark سجلًا كاملًا للمحادثات، ولا يعرض جميع الرسائل المتبادلة على سناب شات، مما يجعل من السهل تجاهل أو تفويت المحتوى الذي لا يلتقطه نظام الفلترة الخاص به. كما أن التطبيق لا يوفّر رؤية شاملة أو آنية لهاتف الطفل أو نشاطه على سناب شات، وهو ما يُعدّ نقطة ضعف مقارنةً ببعض التطبيقات المنافسة التي تقدّم متابعة أكثر تفصيلًا ومباشرة.

نقص في ميزات الرقابة الأبوية

بالمقارنة مع بعض التطبيقات المنافسة، يفتقر Bark إلى مجموعة من الوظائف المهمة التي يتوقعها الآباء من أدوات الرقابة الأبوية. من أبرز هذه الميزات المفقودة خاصية “انعكاس الشاشة المباشر” (Real-Time Screen Mirroring)،والتي تتيح للوالدين عرض شاشة هاتف الطفل عن بُعد والتفاعل معها كما لو كانوا يستخدمون الهاتف بأنفسهم.

كما يفتقر التطبيق إلى ميزة مزامنة الإشعارات (Notification Sync)،، وهي طريقة أكثر استباقية وفعالية لمتابعة كل الرسائل والإشعارات التي تصل إلى هاتف الطفل — بحيث يتلقى الوالدان نسخة فورية من كل إشعار يظهر على جهاز الطفل.

تُعد هذه الميزات في غاية الأهمية لأنها تمنح الآباء نظرة مباشرة وفورية على نشاط الطفل الرقمي، مما يسهل عليهم مراقبة تطبيقات المراسلة مثل سناب شات والتدخل بسرعة عند ملاحظة أي سلوك مقلق.

مراقبة محدودة على أجهزة iOS

كما أشرنا سابقًا، فإن تطبيق Bark يعاني من قيود كبيرة في قدرات المراقبة على أجهزة iPhone وiPad بسبب سياسات نظام iOS المغلقة. ووفقًا لإحصائية صادرة عن شركة Piper Sandler، فإن 88٪ من المراهقين يمتلكون هواتف آيفون، وهو ما يخلق فجوة واضحة بين مستخدمي iPhone وAndroid، ويجعل الأمر أكثر صعوبة أمام العائلات التي تعتمد على أجهزة آبل في مراقبة نشاط أطفالها. ومع ذلك، من المهم التنويه إلى أنه لا يوجد حاليًا أي تطبيق يمكنه مراقبة محتوى سناب شات على أجهزة iOS، وذلك نتيجة القيود التقنية الصارمة التي تفرضها شركة آبل على الوصول إلى بيانات التطبيقات والرسائل الخاصة.

لماذا قد يحتاج الآباء إلى حل أكثر شمولًا

رغم أن تطبيق Bark يتمتع بعدد من المزايا الجيدة في مراقبة الدردشات النصية، إلا أن المخاطر في سناب شات تتجاوز مجرد الرسائل. فمثلًا، قد يرغب الآباء في مراقبة قائمة أصدقاء أبنائهم للتأكد من عدم وجود محتالين أو أشخاص ذوي نوايا سيئة ضمن جهات الاتصال. وفيما يلي أسباب إضافية تدفع الآباء إلى التفكير في استخدام حل أكثر شمولًا لمراقبة سناب شات والتطبيقات الأخرى للأطفال:

• ما الذي يرسله الطفل عبر سناب شات: للأسف، تتركز أغلب ميزات تطبيق Bark على اكتشاف النصوص فقط، ولا يمكنه مراقبة الصور أو مقاطع الفيديو التي يرسلها الطفل حتى مع تفعيل أدوات المراقبة المتقدمة. ونظرًا لأن تطبيق سناب شات يعتمد أساسًا على تبادل الصور والفيديوهات التي تختفي بعد مشاهدتها، فإن هذا يُعدّ نقطة ضعف ومصدر خطر محتمل، إذ قد يتعرض الطفل لمحتوى غير مناسب دون علم الوالدين.
• مع من يتواصل الطفل: كما ذُكر سابقًا، لا يُظهر تطبيق Bark قائمة الأشخاص الذين يتحدث إليهم الطفل إلا في حال تم إصدار تنبيه. وبالتالي، لا يستطيع الآباء الاطلاع على جهات الاتصال أو التأكد من هوية من يبدون “طبيعيين” ظاهريًا، لكنهم قد يحملون نوايا غير سليمة أو يشكلون خطرًا على الطفل.
• أماكن مشاركة الطفل: يحتوي تطبيق سناب شات على ميزات تعتمد على تحديد الموقع الجغرافي مثل خريطة Snap Map، وهي ميزة لا يستطيع Bark الوصول إليها. وهذا يعني أن الآباء لا يمكنهم معرفة ما إذا كان الطفل يشارك موقعه أو مع من يشاركه، وهو ما يشكّل خطرًا حقيقيًا على خصوصية وأمان الطفل.
• ما يحدث على الجهاز خارج سناب شات: إلى جانب مراقبة الدردشات، قد يفضّل الآباء الحصول على صورة شاملة عن عادات الطفل الرقمية، مثل: تاريخ التصفح، التطبيقات الاجتماعية الأخرى، برامج الدردشة، روبوتات الذكاء الاصطناعي، الألعاب، وسجل مشاهدات يوتيوب.
• مدة استخدام سناب شات: يرغب بعض الآباء في الحصول على تقارير مفصلة حول مدة استخدام الطفل للتطبيقات، وعلى رأسها سناب شات، لمعرفة ما إذا كان يقضي وقتًا مفرطًا على المنصة ومتابعة نمط استخدامه للأجهزة الرقمية بانتظام.
• التوافق بين الأنظمة (Android وiOS): تختلف قدرات المراقبة بين نظامي أندرويد وiOS بشكل واضح، لذلك قد تحتاج بعض العائلات إلى حل شامل يوفّر مراقبة متكاملة عبر أكثر من نظام تشغيل، خصوصًا إذا كانت الأجهزة المستخدمة داخل الأسرة متنوعة.

ما بعد Bark: نظرة أعمق على مراقبة سناب شات

بالنسبة للآباء الذين يبحثون عن صورة أوضح وأكثر شمولًا، فإن تطبيق AirDroid Parental Control يقدّم نافذة مباشرة وآنية إلى العالم الرقمي لطفلك، مما يتيح لك رؤية ما يحدث فعليًا على جهازه لحظة بلحظة. يتجاوز التطبيق فكرة مراقبة النصوص فقط، إذ يوفر مجموعة واسعة من الأدوات التي تساعد في حماية الطفل سواء على الإنترنت أو خارجه. ومن أبرز هذه الميزات:

• المراقبة عن بُعد: من خلال خاصية المراقبة عن بُعد، يمكنك ضمان سلامة طفلك بشكل مباشر سواء على الإنترنت أو خارجه، وذلك عبر مجموعة من الأدوات القوية مثل:
  • انعكاس الشاشة (Screen Mirroring): تتيح لك عرض شاشة هاتف طفلك بنظام أندرويد فورًا لترى كل ما يقوم به في الوقت الفعلي.
  • الاستماع أحادي الاتجاه (One-Way Audio): تمكّنك هذه الميزة من الاستماع إلى الأصوات المحيطة بطفلك، للاطمئنان عليه ومعرفة ما إذا كان في بيئة آمنة.
  • الكاميرا عن بُعد (Remote Camera): تسمح لك بتفعيل كاميرا هاتف طفلك عن بُعد لرؤية ما يحيط به، وهي ميزة مفيدة في حال ضياعه أو شعوره بعدم الأمان.
• مزامنة الإشعارات في الوقت الفعلي: يتيح لك تطبيق AirDroid Parental Control ميزة مزامنة الإشعارات مباشرة أثناء حدوثها، بحيث يمكنك رؤية أي إشعار يتلقّاه طفلك فورًا — سواء كانت رسالة نصية، مكالمة، أو إشعار من تطبيقات التواصل الاجتماعي — لتعرف من يتواصل معه ومتى.

• اكتشاف المحتوى والصور الاجتماعية: يوفّر التطبيق نظامًا متكاملًا لاكتشاف المحتوى الاجتماعي، حيث يمكنك تحديد كلمات مفتاحية مخصصة لتنبيهك في حال قام طفلك أو أي شخص آخر بكتابتها في المحادثات. كما يستطيع التطبيق رصد الصور غير اللائقة التي قد يحفظها الطفل أثناء التصفح، وتنبيهك فورًا لضمان بيئة رقمية آمنة.
• قيود استخدام قوية: يحتوي التطبيق على أدوات تحكم متقدمة في مدة استخدام الأجهزة، تشمل: تحديد وقت يومي لاستخدام الشاشة، تعيين جداول زمنية لتشغيل أو حظر التطبيقات، منع الوصول إلى تطبيقات معينة نهائيًا. بهذه الطريقة، يمكنك تنظيم وقت استخدام الهاتف ومساعدة طفلك على تكوين عادات رقمية صحية ومتوازنة.

الخلاصة

نعم، يمكن لتطبيق Bark مراقبة نشاط سناب شات للأطفال، لكن بقدرات محدودة للغاية؛ فعلى نظام أندرويد يستطيع التطبيق فحص الرسائل النصية واكتشاف المحتوى المريب في الدردشات وعمليات البحث والمحادثات مع الذكاء الاصطناعي، بينما على نظام iOS تكون إمكانياته أكثر تقييدًا بكثير، إذ لا يوفّر أي مراقبة مباشرة أو شاملة لنشاط الطفل على سناب شات. وفي كلتا الحالتين، لا يمنح التطبيق الآباء وصولًا فوريًا أو مباشرًا إلى المحادثات أو الصور أو القصص (Stories)، مما يجعل دوره يقتصر على التنبيه بعد وقوع الحدث بدلًا من المتابعة الفعلية للحظة.

بالنسبة للعائلات التي تحتاج إلى إشراف أكثر موثوقية وشمولية على تطبيق سناب شات، قد لا يكون تطبيق Bark وحده كافيًا، إذ إن تطبيقات الرقابة الأبوية الأخرى مثل AirDroid توفر ميزات مراقبة أوسع، بما في ذلك الوصول إلى الشاشة في الوقت الفعلي ومزامنة الإشعارات، وهي أمور لا يغطيها Bark.

وإذا كانت سلامة استخدام سناب شات تمثل أولويتك القصوى، فمن المفيد استكشاف هذه البدائل، والاطلاع على دليلنا الكامل حول أفضل تطبيقات مراقبة سناب شات للحصول على مقارنة تفصيلية بين الحلول المتاحة.

مشاركة: