دليل الوالدين: 9 طرق مجربة لتهدئة الطفل النشيطين

عمر مهنا تم التحديث في 26 يونيو 2025 تم تقديمه إلى: الرقابة الأبوية

قد يكون التعامل مع الأطفال مفرطي الحركة تجربة صعبة للآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية على حد سواء. فالبحث عن طرق فعّالة لإدارة طاقتهم اللامحدودة قد يكون أمرًا مرهقًا ويجعلك غير متأكد من الجهة التي تلجأ إليها أو الخطوات التي يجب اتخاذها.

calm a hyper child

لحسن الحظ، هناك عدة طرق طبيعية يمكن أن تساعدك في تهدئة طفلك مفرط النشاط بشكل فعّال. تتنوع هذه الأساليب ما بين استراتيجيات بسيطة مثل إدخال العلاج بالموسيقى أو تشجيع مضغ العلكة، إلى أساليب أكثر تعقيدًا مثل تعديل النظام الغذائي.

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن كل طفل هو فرد فريد له احتياجاته وخصائصه الخاصة. وهذا يعني أن ما يصلح لطفل مفرط النشاط قد لا يكون بنفس الفعالية مع طفل آخر. لذلك، يكمن سر النجاح في تحديد الاستراتيجيات التي تتماشى بشكل أفضل مع شخصية طفلك، مما يتيح لك وله تجربة إحساس جديد من الهدوء.

وقبل التطرق إلى هذه الطرق الطبيعية لتهدئة الأطفال مفرطي الحركة، من الضروري أولاً تكوين فهم واضح لسبب فرط حركة طفلك.

لماذا طفلي مفرط النشاط؟

لماذا يبدو طفلك مفرط النشاط؟ حسنًا، دعنا نستعرض بعض الاحتمالات الممكنة:

هل تساءلت يومًا لماذا يبدو أن لدى طفلك طاقة لا تنضب، يقفز في كل مكان ولا يستطيع الجلوس بهدوء؟

في الواقع، يمكن أن تُعزى فرط الحركة لدى الأطفال إلى عدة عوامل. ومع ذلك، غالبًا ما تنحصر الأسباب في احتمالين اثنين: إما أنها جزء طبيعي من مرحلة الطفولة، أو أنها قد تكون مرتبطة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

فلنستعرض هذين الاحتمالين لفهم الأمر بشكل أعمق:

طاقة الطفولة الطبيعية

أولًا وقبل كل شيء، من المهم أن ندرك أن فرط الحركة أمر شائع جدًا لدى الأطفال. فالأطفال، بغض النظر عن أعمارهم، يتمتعون بطبيعة مفعمة بالحيوية والطاقة.

على سبيل المثال، يُظهر الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون مستويات عالية من الطاقة، وغالبًا ما تكون فترات انتباههم أقصر مقارنة بالبالغين. وهذا جزء أساسي من نموهم وتطورهم.

كما أن أطفال ما قبل المدرسة مثال واضح على ذلك، حيث يُعرفون بحماسهم اللامحدود وتنقلهم السريع من نشاط إلى آخر.

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) – احتمال لا يقين

بينما تُعد فرط الحركة سلوكًا طبيعيًا لدى الأطفال، من الطبيعي أيضًا أن يتساءل الوالدان عمّا إذا كانت هذه السلوكيات تشير إلى وجود اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. لذلك، من المهم أن نعلم أن ليس كل طفل مفرط النشاط مصاب بهذا الاضطراب.

ADHD kids

فـ ADHD هو اضطراب عصبي نمائي يتميز بأنماط مستمرة من فرط النشاط، والاندفاع، وتشتت الانتباه.

إليك بعض العلامات التي قد تُشير إلى إصابة الطفل بـ ADHD:

  • كثرة المقاطعة: قد يواجه الطفل صعوبة في انتظار دوره أو يميل إلى مقاطعة الآخرين أثناء الحديث.
  • صعوبة في اتباع التعليمات: يجد بعض الأطفال صعوبة في تنفيذ التعليمات أو تنظيم المهام، ويبدون كأنهم فوضويون.
  • النسيان: يُعتبر النسيان أمرًا شائعًا، مثل نسيان أداء الواجبات أو المسؤوليات الأخرى.
  • قلة الصبر: غالبًا ما يكون الصبر محدودًا، مما يؤدي إلى شعور بالإحباط ونفاد الصبر في مواقف مختلفة.
  • التحدث في غير دوره: قد يتحدث الطفل فجأة دون انتظار دوره، أو يدلي بتعليقات غير مناسبة.

من الجدير بالذكر أن تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يتطلب أن تكون هذه السلوكيات مستمرة على مدى فترة طويلة، وتظهر في أكثر من بيئة، مثل المنزل والمدرسة أو المواقف الاجتماعية.

عوامل مؤقتة يجب أخذها بعين الاعتبار

في حين أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يُعد أحد الاحتمالات، من الضروري أيضًا النظر في العوامل المؤقتة التي قد تسهم في فرط الحركة لدى الأطفال. أحد هذه العوامل هو النظام الغذائي، وبشكل خاص تناول السكر. فالأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر قد تؤدي إلى ما يُعرف بـ"اندفاع السكر" (Sugar Rush)، أي ارتفاع مؤقت في مستويات الطاقة، مما يجعل الطفل يبدو مفرط النشاط لفترة قصيرة غالبًا ما تمتد لبضع ساعات فقط. ومع ذلك، فإن هذه الحالات المرتبطة بالسكر تختلف عن فرط النشاط المستمر والمزمن المرتبط باضطراب ADHD.

القلق والأرق هما أيضًا من العوامل المهمة التي يمكن أن تؤدي إلى فرط النشاط لدى الطفل. فالطفل القلق أو الذي يعاني من صعوبة في النوم قد يُظهر سلوكًا مضطربًا ونشاطًا مفرطًا كوسيلة للتعبير عن التوتر أو التعب.

ولذلك، ورغم أن فرط الحركة يُعد أمرًا طبيعيًا في مراحل الطفولة، من الضروري مراقبة سلوك الطفل والانتباه إلى مؤشرات أخرى قد تدل على الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

والآن، بعد أن تناولنا الأسباب، إليك بعض الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تهدئة الطفل مفرط النشاط:

9 طرق طبيعية وفعالة لتهدئة الطفل مفرط النشاط

التعامل مع طفل مفرط النشاط قد يكون تحديًا حقيقيًا للآباء ومقدمي الرعاية. في كثير من الأحيان، يبدو وكأن طاقته لا حدود لها، وقول "اهدأ" لا يكون مجديًا دائمًا.

لحسن الحظ، هناك وسائل طبيعية فعالة يمكن أن تساعد طفلك مفرط النشاط في الوصول إلى حالة من الهدوء والتوازن. إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تُحدث فرقًا ملحوظًا:

1. قابلهم على مستواهم

إحدى أكثر الطرق فعالية لتهدئة الطفل مفرط النشاط هي أن تقابله على مستواه.

فالطفل يميل إلى الاستماع والتعاون أكثر عندما يشعر بأن هناك من يتفاعل معه باهتمام واحترام. مجرد قول: "يجب أن تهدأ" أو "اجلس بهدوء الآن" قد لا يكون فعالًا عندما يكون الطفل في قمة نشاطه.

بدلاً من ذلك، انخرط في عالمه. شاركه اللعب، واسأله عن الأشياء التي تثير حماسه، واظهر اهتمامًا حقيقيًا بما يفعله. هذا التواصل يخلق علاقة ثقة ويهيئ بيئة مريحة تسمح له بالهدوء تدريجيًا.

2. العلاج بالموسيقى

غالبًا ما يكون ذهن الطفل مفرط النشاط في حالة سباق دائم. فهل يمكن أن يساعد الاستماع إلى موسيقى هادئة؟ بالتأكيد نعم.

أثبت العلاج بالموسيقى فعاليته، خاصة مع الأطفال المصابين بـ ADHD أو غيره من التحديات السلوكية. فأنواع معينة من الموسيقى – مثل الموسيقى الكلاسيكية أو الآلاتية – لها تأثير مهدئ على عقول الأطفال. فهي تساعدهم على تحسين التركيز، وتخفيف القلق، والانتقال تدريجيًا من حالة فرط النشاط إلى الهدوء.

يمكنك إنشاء قائمة تشغيل تحتوي على أغاني هادئة يحبها طفلك وتشغيلها خلال أوقات الراحة أو قبل النوم.

كما أن الأصوات البيضاء المهدئة – مثل صوت أمواج البحر أو المطر – يمكن أن تُسهم أيضًا في تهدئة الذهن وخلق أجواء تساعد على الاسترخاء.

3. تمارين التنفس الواعي وتقنيات الاسترخاء

تعليم طفلك مفرط النشاط تقنيات التنفس الواعي والاسترخاء يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة. شجّعه على أخذ أنفاس عميقة وبطيئة عندما يشعر بالإرهاق أو النشاط الزائد. ولجعل العملية أكثر متعة، يمكنك إدخال بعض الألعاب أو الوسائل البصرية التي تساعده على فهم مفهوم التنفس العميق بطريقة مبسطة وشيقة.

كما يمكن استخدام تقنية "الاسترخاء التدريجي للعضلات"، والتي تقوم على شدّ وإرخاء مجموعات عضلية مختلفة في الجسم تدريجيًا. هذه الطريقة تساهم في التخلص من التوتر الجسدي وتُعزز شعورًا بالهدوء والراحة.

4. إنشاء روتين منظم وثابت

غالبًا ما يستفيد الأطفال مفرطو النشاط من وجود روتين يومي منظم. فالثبات والاتساق يمنحانهم شعورًا بالأمان والتحكم في محيطهم.

احرص على أن يتضمن يوم الطفل أوقاتًا محددة للأنشطة، والوجبات، واللعب، والراحة. كما أن وجود جدول مرئي أو قائمة مهام مصوّرة يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للأطفال الأصغر سنًا، ويساعدهم على توقع ما سيأتي خلال اليوم.

5. توفير منافذ جسدية لتفريغ الطاقة

يُعد النشاط البدني وسيلة فعالة لتفريغ الطاقة الزائدة عند الأطفال مفرطي النشاط. شجّع على اللعب في الهواء الطلق، أو المشاركة في الرياضات، أو ممارسة أنشطة بدنية مثل الجري والقفز والاستكشاف. فالحركة المنتظمة لا تُساعد فقط على تقليل التململ، بل تُساهم أيضًا في تحسين المزاج العام وزيادة قدرة الطفل على التركيز.

6. العلاجات العشبية

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من القلق والنشاط الزائد المؤقت، يمكن أن تكون العلاجات العشبية التي تُهدّئ الجهاز العصبي مفيدة للغاية. ومن بين الخيارات الآمنة: البابونج، وزهرة الآلام (Passionflower)، والمليسة (Lemon Balm). تساعد هذه الأعشاب على تهدئة الاستجابة المفرطة للجسم، مما يعزز الهدوء ويساعد على النوم بشكل أفضل. يمكن إعطاء هذه الأعشاب في الصباح وقبل النوم للمساعدة في التحكم بالنشاط الزائد خلال هذه الفترات.

7. وضع أنماط نوم صحية

الالتزام بعادات نوم جيدة أمر أساسي ومؤثر. إليك بعض الإرشادات المهمة:

  • الحفاظ على جدول نوم منتظم مع وقت نوم واستيقاظ ثابت يوميًا.
  • خلق بيئة نوم مريحة وهادئة ومظلمة (إلا إذا كان الطفل بحاجة إلى ضوء ليلي خافت).
  • تخصيص غرفة النوم للنوم فقط؛ وتجنب استخدام السرير للقراءة أو أداء الواجبات أو مشاهدة التلفاز.
  • تقليل الأنشطة المحفزة قبل وقت النوم، مثل ألعاب الحاسوب أو استخدام الأجهزة الإلكترونية.
  • التأكد من أن الطفل يحصل على عدد ساعات نوم كافٍ حسب عمره – حوالي 9 ساعات للمراهقين، و10-11 ساعة للأطفال الأصغر سنًا.
  • تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التخيّل الموجّه، لمساعدته على الاسترخاء قبل النوم.

8. تناول الماغنيسيوم والزنك

قد تبدو هذه المغذيات غير ضرورية في البداية، ولكن صدّقني، لها دور كبير في نمو الطفل بشكل صحي.

يعاني كثير من الأطفال المصابين بفرط النشاط أو القلق أو الاكتئاب من نقص في الماغنيسيوم. ويمكن أن يُساعد إدخال مكملات الماغنيسيوم في النظام الغذائي أو استخدام أملاح الماغنيسيوم في حمام دافئ قبل النوم على الاسترخاء وتسريع الدخول في النوم.

أما الزنك، فنقصه شائع بين الأطفال، وخاصة من يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو القلق. الزنك عنصر أساسي في وظائف الجهاز العصبي والمناعي والهضمي، وقد أظهرت الدراسات أن مكملاته تساهم في تقليل الاندفاعية والنشاط الزائد. لذلك، احرص على أن يحتوي النظام الغذائي لطفلك على أطعمة غنية بالزنك، أو استشر طبيبًا بشأن المكملات الغذائية المناسبة له.

9. شجّع على خيارات غذائية مهدئة

يمكن أن يؤثر النظام الغذائي المتوازن والغني بالعناصر الغذائية بشكل كبير على قدرة الطفل على الحفاظ على هدوئه. ولهذا السبب، يُفضّل دائمًا استشارة خبير تغذية للتأكد من أن طفلك يتناول الطعام المناسب لنموه وصحته النفسية.

قد لا يبدو ذلك متعلقًا مباشرة، ولكن مضغ العلكة مثلًا يمكن أن يساعد بعض الأطفال على التهدئة – مجرد مثال بسيط!.

كلمة أخيرة

أعلم أننا ذكرنا هذا من قبل، لكن لا بأس من تكراره: كل طفل فريد من نوعه.

ضع ذلك في اعتبارك دائمًا، لأن ما يناسب طفلًا ما قد لا يناسب طفلًا آخر. قد تحتاج لاختبار عدّة طرق لتهدئة طفلك حتى تجد الأنسب له.

بشكل عام، ومن خلال استخدام هذه الأساليب الطبيعية، إلى جانب الصبر والاستمرارية، يمكنك مساعدة طفلك على إيجاد التوازن والهدوء الذي يحتاج إليه لينمو ويزدهر.

انقر فوق نجمة للتصويت
135 مشاهدات
هل كانت هذه الصفحة مفيدة؟
عمر مهنا
عمر مهنا
مترجم مستقل وكاتب محتوى محترف ذو خبرة قوية في اللغة الإنجليزية والترجمة، حاصل على شهادة في اللغة الإنجليزية والترجمة من جامعة غزة. مع أكثر من 4 سنوات من الخبرة في هذا المجال، متخصص في ترجمة المقالات والأوراق الأكاديمية والمحتوى التقني من العربية إلى الإنجليزية، وكذلك كتابة المحتوى الأمثل SEO لمختلف الصناعات.
المناقشة
المناقشة ومشاركة رأيك هنا.

اترك ردًا.

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مميزة*

*

لم يعجبني